تعيش المجتمعات الآن صراعات متشابكة على المصالح السياسية والشخصية ويفوز فيها من يفوز ويخسر فيها من يخسر، و ما بين الإثنين يصرخ أناس يتمنوا من يرفق بهم ويفرج الكرب عنهم و يخفف آلامهم و يطعم جائعهم و يقضى الدين عن مدينهم، ويهدى السرور لحزينهم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع)

وسُئِلَ الإمام مالك : “أي الأعمال تحب ؟” فقال: “إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أُفرِج كُرُبات المسلمين”

و نحن الأن بصدد نفحات روحانية فى الإستعداد للعشر الأوائل من ذى الحجة فما علينا إلا أن نتعرض لتلك النفحات عسى أن تصيبنا . و من فنون الإتيكيت حسن التواصل مع الأخرين ولا يوجد خير من حسن الخلق رسولاً بين الناس جميعا فالإبتسامة في وجه أخيك صدقة والقول المعروف صدقة و إدخال السرور على الأخرين و لو بهدية بسيطة صدقة

لذلك أنصح و نحن مقبولون على مناسبة عيد الأضحى المبارك وفى توجهنا إلى الله سبحانه وتعالى أن يدفع عنا الوباء والبلاء وسيئ الأسقام وأن يزيل عنا غمة أزمة كورونا، أن نراعى بعض الأصول التى تحمل بين طياتها كثير من معاني المودة والألفة وتساعد على تعميق الروابط الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء ، فلا تتردد وانتهزوا أول مناسبة تمر بكم لتقديم الهدايا لمن تحبون ،فإذا أردت أن تشعر المحيطين بك بمدى اهتمامك بهم فقدم لهم هدية بسيطة لتكون أبلغ تعبير عن ما تكنه لهم منمشاعر طيبة

ليس المهم أن تكون الهدية غالية الثمن لكي تكون جذابة ومؤثرة ، فمن الممكن ان تكون هدية بسيطة وتعطي صورة عن مدى تقديرنا لمن سنقدمها له , لذلك يراعى عند اختيار هدية أن يكون الشخص يريدها فعلاً وليس فقط اداء واجب. كذلك التغليف الجيد للهدايا باستخدام الأشرطة الملونة والعلب الجميلة بأشكال مبتكرة يضيف قدراً من المتعة والتشويق عند تلقيها وفتحها

كما إن للهدية في الحياة الزوجية لغة نتكلم بها، ونستخدمها لتوصيل معان معينة للطرف الآخر، فهى تعني التجديد في حياة الزوجين والشكر، وهي أيضاً للتعبير عن الشوق، أو للإعتذار

قد تفقد الهدية أحياناً معناها إذا لم تقدم بالشكل الصحيح والمطلوب، وأهم شرط ينبغي توفره في الهدية هو عنصر المفاجأة، لأن أجمل شيء عند الإنسان هو أن يفاجئه عزيز عليه بمكافأة مادية أو معنوية

وأخيراً وليس أخراً… يجب أن تحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، وتقود نفسك إلى الأخذ بها وتجاهد في ذلك، واحذر أن تدعها على الحقد والكراهة، وبذاءة اللسان، وعدم العدل والغيبة والنميمة والشح وقطع الأرحام

User Avatar

Tarek Abdelaziz

خبير دولى واستشارى البروتوكول الدولى والمراسم
محاضر دولى فى مجال البروتوكول والمراسم
درب أكثر من 4180 متدرب من الدول العربية
استشاري لحكومات الدول والشركات العالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *