المجتمعات تعيش الآن في صراعات متشابكة حول المصالح السياسية والشخصية ، ومن يكسب فيها ويخسر فيها يخسر ، وبين الاثنين يصرخ الناس من يتمنى من يرحمهم ، ويخفف آلامهم ، ويخفف آلامهم ، ويغذيهم. الجياع ، يقضي على الديون من المدينين ، ويهدي السرور إلى حزنهم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع)، ونحن لدينا الإحتفال بعيد الروابط الأسرية عيد رد الجميل عيد التقدير ألا وهو عيد الأم وأنا أعتبره شخصيا من النفحات الروحانية فما علينا إلا أن نتعرض لتلك النفحات عسى أن تصيبنا فدعوة من الأم كافية لفتح أبواب السموات السبع وتكون بالرضا على الأبناء.

ومن فنون الإتيكيت حسن التواصل مع الأخرين ولا يوجد خير من حسن الخلق رسولاً بين الناس جميعا فالإبتسامة في وجه أخيك صدقة والقول المعروف صدقة وإدخال السرور على الأخرين ولو بهدية بسيطة فماذا لو كانت الأم، وعلى الرغم من أن عيد الأم هو الاعتراف بفضل أمهاتنا ،فهو أيضا مناسبة لنتذكر ونشكر غيرها من النساء في حياتنا اللاتى لهن الفضل أو التقدير.

لذلك أنصح ونحن نتعامل مع هذه المناسبة أن نراعى بعض الأصول في تقديم الهدايا لست الحبايب، فالهدية رسالة رقيقة تحمل بين طياتها كثير من معاني المودة والألفة وتساعد على تعميق الروابط الاجتماعية فى الأسرة، فعند إختيارك لهدية عيد الأم يجب أن تضع فى الإعتبار أن وجودك فى حد ذاته أمامها هو الهدية الكبرى وأيضا تقديمك أية هدية لن يوفيها حقها عليك فكل ما عليك عندما تقرر شراء هدية لها أن تكون أن تكون في حدود ميزانيتك وليس المهم أن تكون الهدية غالية الثمن لكي تكون جذابة ومؤثرة، فمن الممكن ان تكون هدية بسيطة وتعطي صورة عن مدى تقديرنا لمن سنقدمها له. أيضاً التغليف الجيد للهدايا باستخدام الأشرطة الملونة والعلب الجميلة بأشكال مبتكرة يضيف قدرا من المتعة والتشويق عند تلقيها وفتحها فقد تفقد الهدية أحياناً معناها إذا لم تقدم بالشكل الصحيح والمطلوب، وأهم شرط ينبغي توفره في الهدية هو عنصر المفاجأة، لأن أجمل شيء عند الإنسان هو أن يفاجئه عزيز عليه بمكافأة مادية أو معنوية.

قد يتواجد فى حياة الكثيرين تكوين عائلى مختلف كأن يكون هناك أولاد الزوج الذين يتواجدون مع زوجة أبيهم فى مكان واحد، فهذه العلاقة يجب أن توضع فى الإعتبار. فالزوج يجب ألا يترك هذه المناسبة الجميلة تمر دون الإستفادة منها لصالح تقوية الروابط الأسرية فهو قدوة ممتازة للأطفال عن طريق وضع أي مشاعر سيئة جانباً. كما إن للهدية في الحياة الزوجية لغة تتكلم بها، ونستخدمها لتوصيل معان

معينة للطرف الآخر. فهى تعني التجديد في حياة الزوجين والشكر وهي أيضاً للتعبير عن الشوق، أو للإعتذار، وإذا كنت ترغب في قضاء عيد الأم مع أمك و ووالدة زوجتك أو يريد الإثنين الإحتفال فعليك أن تحاول التوصل الى حل وسط . كأن يمكنك إما قضاء نصف يوم مع والدتك والنصف الثاني مع نظيره.

من الحكمة أيضاً أن تعرف سمات الشخصية التى ستقدم لها الهدية ومنها:

كأن تكون شخصية رومانسية فيفضل أن تكون للهدية جمالية خاصة تطغى عليها الرقة والرومانسية حتى لو كانت الهدية بسيطة ليست غالية الثمن فهذا لايهم صاحب الشخصية الرومانسية.

أو تكون شخصية عملية فيفضل أن تكون الهدية ذات قيمة وفائدة عملية قابلة للاستخدام في العمل والمنزل بشكل دائم.

أو شخصية عاطفية فيفضل أن يكون لها لمسة حب وحنان وعواطف فياضة كأن يكون ألبوم صور أو برواز فيه صور للأشخاص المقربين المحببين له ، وممكن أن تكون الهدية رواية عاطفية أو شريط فيديو لفيلم عاطفية.

أو شخصية محافظة فيفضل ان تكون الهدية ذات انتماء للوطن والأرض والأهل ذات لمسة تاريخية أصيلة وجزء من التراث الوطني للبلد كتحفة أو أدوات استخدام أو زي شعبي من الأزياء الشعبية المطرزة الجميلة أو قطعة حلي من التراث.

هناك أيضاً الشخصية ذات مزاج خاص فيفضل ان تكون الهدية من قطع المنزل القابلة للاستخدام والتي لها طابع مميز وفريد أو احد اطقم الشاي أو القهوة الفريدة التصميم له ولضيوفه أو شخصية مثقفة فأفضل هدية هي الكتاب أو مجموعة من الكتب النادية التي يصعب الحصول عليها أو اشتراك سنوي بمجلة ثقافية أدبية مميزة بحسب ميوله الادبية أو العلمية .

أن الهدية كلما كانت لها خصوصية، كلما كان لها أثر اكبر، ولعل فرح المرأة بالورد اكثر من الهدايا الغالية يعود إلى أنها عاطفية تهتز مشاعرها لشكل الورد، أما الرجل فإنه يفضل الهدايا المادية المفيدة له اكثر كالساعة أو الحقيبة.

أخيراً وليس أخراً، لا ننسى فى هذا اليوم الأمهات اللاتى فقدن أبنائهن ولا الأبناء الذين فقدوا أمهاتهم فنسعى جاهدين لإدخال السرورعليهم ولو بزيارة خفيفة… ولا تنتظر حتى عيد الأم لتقول لأمك أنك تحبها فالحب متواصل بين الأم وأبنائها ولذلك فيجب الحفاظ على هذه النعمة والكنز الذى أمدنا الله به فى حياتنا وأن ننهل من الجنة التى تحت أقدامها .

User Avatar

Tarek Abdelaziz

خبير دولى واستشارى البروتوكول الدولى والمراسم
محاضر دولى فى مجال البروتوكول والمراسم
درب أكثر من 4180 متدرب من الدول العربية
استشاري لحكومات الدول والشركات العالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *